أخرجه الإمام النسائي في سننه - باب - ( فضل صلاة الليل في السفر ) جزء 3 ص207.
عن أبى ذر رض الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة يحبهم الله عز وجل : رجل أتى قوما" ، فسألهم بالله ، ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم ، فمنعوه ،فتخلف رجل بأعقابهم ، فأعطاه سرا" ، لا يعلم بعطيته إلا الله عز وجل - والذي أعطاه . وقوم ساروا ليلتهم ، حتى إذا كان النوم احب إليهم مما يعدل به ، نزلوا فوضعوا رءوسهم ، فقام منهم رجل يتملقني ويتلو آياتي . ورجل كان في سريه فلقوا العدو فانهزموا ، فأقبل بصدره حتى يقتل ، أو يفتح له.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
=============================================================================
وشرح الحديث :
=================
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يبين لنا الحديث ثلاثة من الناس يخصهم الله عز وجل بزيادة محبته و إقباله عليهم برحمته الواسعة وحثنا على التخلق بهذه الأخلاق الكريمة.
الأول : رجل أعطى الصدقة سرا" ابتغاء وجه الله لا يعلم بها إلا الله تعالى والشخص الذي أخذها منه . وذكرت أيضا في حديث سابق ( سبعه يظلهم الله في ظله يوم القيامة ) من هؤلاء السبعة ( رجل تصدق بصدقه أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) وذلك كناية عن غاية الكتمان و السرية في الصدقات.
الثاني : رجل كان مع صحبه في سفر وناموا من شده التعب لكن هو قام يتذكر الله رب العباد ويتلو آياته ويقيم الليل وهو متعب من السير وإخوانه ناموا من التعب.
الثالث : رجل اقبل بصدره على الاعداء بعد ان انهزم وقاتل حتى يقتل او يفتح له ولا شك ان هذا يقوى من عزيمة المسلمين ويشجع المنهزمين على الرجوع الى صف القتال حتى تقوى عزيمتهم وينالوا النصر بأذن الواحد الاحد.