كان هناك عصفور صغير سقط في حفرة عميقة ضيقة في الأرض..
و حاول كثيرون إنقاذ هذا العصفور...
بعضهم قال نمد له خيطاً..
و نلف الخيط حول عنقه و نسحبه...
و لكن لو فعلوا لأختنق العصفور و مات...
و بعضهم قال نلقي للعصفور بشريط من الورق الطويل و نضع على الورق صمغاً...
يلتصق بالعصفور و نجذبه إلي أعلى...
وبعض الناس أخذ يدعو الله أن يحقق المعجزة و يُنقذ العصفور....
و بعض الناس أدرك أن العصفور ميت لا محالة ...
فأخذ يبكي عليه ثم انصرف إلى عمله...
و جاء طفل صغير ...
و لابد أنه فكر في كل هذه الاحتمالات ....
و إن لم يظهر عليه ذلك...و فكر ...
و اهتدى إلى حل...
هذا الحل هو نوع من المعجزة...
حيث جاء الطفل بزجاجة من الرمل الناعم...
و ظل يلقي الرمل بخفة و قليلاً ... قليلاً...و على مهل..
و بصبر..فكان الرمل يهبط إلى قاع الحفرة الضيقة...
فيتحرك فوقه العصفور ...
و بعد ساعات
ارتفع الرمل تحت قدمي العصفور ...
فارتفع العصفور نفسه...
و امتدت يد الطفل و أنقذت العصفور....
فالطفل بصبر و رفق ....
رفع الأرض من تحت قدمي العصفور...فارتفع العصفور...
-------------------------------------------------------------
و هكذا نحن البشر...
تأتي علينا فترات نظن فيها أننا سقطنا و ابتعدنا........
و يسارع الآخرون بالتدخل لإصلاح حياتنا كما يتخيل البعض....
فمساعدة البعض منهم تسبب لنا الاختناق أحياناً.....
و البعض الآخر يقدمون حلول وهمية...
و البعض يتضرع إلى الله راجين منه أن يغير حالنا بمعجزة من السماء.....
و البعض يرثي لحالك لبعض الوقت....
ثم يمضي في طريقه غير مهتم...
و لكن هناك من يأخذ بيدك بصبر....
و على مهل ...
و بكل الحب...
لكي يرتقي بك درجة.... درجة ....
فهؤلاء هم أحبائك...و هؤلاء هم رفقاء دربك.....
فألتصق بهم...و بادلهم الحب...
و أشبك أياديك مع أياديهم....
لترتقي معهم و بهم..
====================================