فقد روى أحمد بسنده عن مجاهد قال: قالت عائشة رضي الله عنها: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتدّ وأقبل وأدبر ، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم أس لم يتحرك ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه بحركاته. فكون الحيوان الوحشي يسكن فلا يتحرك مدة ما هو صلى الله عليه وسلم في البيت ، وإذا خرج لعب فأقبل وأدبر كعادة الحيوان في ذلك آية من آيات النبوة المحمدية ومعجزة؛ إذ مثل هذا لا يقع لغير النبي صلى الله عليه وسلم. وإن قال قائل: ان الانسان في إمكانه تربية الحيوان على سلوك معين قلنا هناك فرق بين التربية وبين عدمها، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ربّى هذا الحيوان ولا كان له به أدنى صلة، وإنما الحيوان ألهم احترام النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، فكان إذا أحس بدخول الرسول البيت سكن وربض وترك الترمرم، وإذا خرج صلى الله عليه وسلم من البيت لعب فاقبل وأدبر حسب فطرته التي فطره الله تعالى عليها ، فكان سلوكه الخاص آية من آيات النبوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية والتسليم.